في سكون الليل..وعلى ضوء القمر الخافت
أغمضت عيني ومددت يدي ..فاذا بيدٍ تمسك يدي
شعرت بقشعريرة وخوف ..الا انني أحسست بحنية هذه اليد
التي اعتدتها.. فهي تأخذني بعيداً عن عالميوتدفعني لأمشي
خلفها..
فمشيت وأنا مغلقة العينان وروحي تسابقني الخطوات ..
ولكنني أحسست أنني ذاهبه الى مكان قد هجرته سنوات عديده..
لنسيان صاحبه الذي فارقني جسده .. وروحه باقيه لم ترحل
وانقطع شريط ذكرياتي عندما شعرت بالماء تحت قدمي ..
عندما أيقنت أنني على ضفاف ذلك النهر..!
فأوقفني صوت هذا الشخص وهو يقول:
افتحي عينيكِ..
فتسارعت نبضات قلبي ولم أفتح عيني
رفع صوته وقال:
انظري ..ان هذا هو النهر الذي شهد أجمل لحظاتنا ..
وشهدنا ونحن أطفال والبراءه لا تفارقنا..
انه محطة التقاءنا كل يوم
فتحت عيني فرأيت النهر .. واستدرت أجول النظر فيه ..
اقترب مني وهمس في اذني : انظري الى عيني يا حبيبتي ولا تخافي
فأنا هو حبيبك الذي طالما نزفت دموع الشوق على وجنتيه ..
ولم يجد من يدفنها في باطن كفه
نظرت الى عينيه حاولت أمنع دموعي من أن تذرف ..لكني لم أستطع؛فقد كست
عينيه الدموع..
ولم يعد ذاك الذي يشع حيوية ونضاره والمرح لا يفارقه..
فقد طوى حاله الحزن وملأت قلبه الكآبه
مسحت دموعه بباطن كفي وأحسست بحرارتها
نظر الي نظرات يملؤها الحب وسئلني:هل بقي لي مكان في قلبك..؟
صرخت في وجهه "..ليس لك مكان في قلبي..لأن ليس بي قلب..
فانني أهديتك اياه قبل أن ترحل.."